About التسامح والعفو



تقدير الضعف البشري وعدم تحميل الإنسان ما لا يُطيقه من العتاب واللوم، فيعلم المسلم أنّه يعيش في مجتمع متسامح بعيد عن الجلد الدائم والقسوة غير المحتملة.

كان رسولنا متسامحاً وأبرز قدوة للتسامح مع غير المسلمين.

تزيد من قدرة الفرد على ضبط نفسه ومشاعره وعواطفه عن كثير من الصفات السيئة؛ مثل: الإنتقام من الأشخاص الآخرين، والحقد، والكراهية.

تحقيق نمو اقتصادي في المجتمع، وذلك بإيجاد بيئة تجذب المواهب وجميع القدرات، وبالتالي فإنَّ التنوع سيكون من نصيب هذا المجتمع الذي يتميز بالتسامح مما يُساهم في الابتكار والتطور والتقدم.

مما سبق نجد أن التسامح في الإسلام ليس مجرد مبدأ أخلاقي، بل هو جزء لا يتجزأ من الإيمان، ووسيلة لتحقيق رضا الله، والسلام المجتمعي، والنقاء الروحي.

قابل شخص الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال: (يا نبي اللهِ، كم نعفو عن الخادمِ؟ فصمَتَ، ثم أعادَ عليه الكلامَ، فصَمَتَ، فلما كان في الثالثةِ قال: اعفُوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً).

والجدير بالذكر أن التسامح لايقتصر بين المسلمين بل يشمل جميع البشر، ويحث على الإحسان والتعايش دون كراهية أو عنف، وهو من قيم الرحمة والعدالة التي يدعو إليها الإسلام.

يحثُّ التسامح على احترام الثقافات والعقائد المختلفة، ويدفع إلى العزوف عن فكرة الإنتقام وتناسي الأحداث المؤلمة التي حدثت في الماضي، ويشجع على التفكير الإيجابي تجاه الأشخاص الآخرين، وعدم إصدار الأحكام السريعة تجاههم، بل التماس الأعذار لأخطائهم، فالتسامح يمنح الشعور بالرحمة والعطف.

العفو هو أن يتجاوز الشخص عن المسيء إليه ويترك معاقبته أو معاتبته وهو كذلك أن يستحق الشخص حقًا من غيره فيعفو عن ذلك الحق ويتجاوز عنه ولا يبتغي من وراء ذلك مصلحة، وقد أمر الله تبارك وتعالى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعفو وأن يعفو عن الجاهلين والظالمين ويُعرض عنهم، وقد تلازمت صفة العفو والمسامحة الأنبياء والصالحين كافّة،[١] وقد تمثل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفة العفو في أخلاقه لكنّ ذلك ليس في الأمر كله، إذ إنّ الشدة مطلوبة في بعض الأوقات حين لا يكون هناك مفر منها.[٢]

إذا لم نكن تسامحين، فقد نواجه زيادة في الانقسامات والصراعات في المجتمع، وقد يتدهور السلم والاستقرار بشكل عام.

حيث كان يعيش ويحيا مع المسلمين وغيرهم ويمارس حياته اليومية وتعاملاته من خلال أخلاقه الحميدة التي كانت تتسم بالتسامح واللين.

فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَثَلِي وَمَثَلُ التسامح والعفو هَذَا، مثل رَجُلٍ لَهُ نَاقَةٌ شَرَدَتْ عَلَيْهِ، فَاتَّبَعَهَا النَّاسُ فَلَمْ يَزِيدُوهَا إِلَّا نُفُورًا، فَنَادَاهُمْ صَاحِبُهَا: خَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ نَاقَتِي، فَإِنِّي أَرْفَقُ بِهَا مِنْكُمْ وَأَعْلَمُ، فَتَوَجَّهَ لَهَا بَيْنَ يَدَيْهَا فَأَخَذَ لَهَا مِنْ قُمَامِ الْأَرْضِ، فَرَدَّهَا حَتَّى جَاءَتْ وَاسْتَنَاخَتْ، وَشَدَّ عَلَيْهَا رَحْلَهَا، وَاسْتَوَى عَلَيْهَا، وَإِنِّي لَوْ تَرَكْتُكُمْ حَيْثُ قَالَ الرَّجُلُ مَا قَالَ، فَقَتَلْتُمُوهُ دَخَلَ النَّارَ».

إتاحة الفرصة لتصحيح الأخطاء التي ارتكبها الشخص ومسامحة نفسه، الأمر نور الامارات الذي يُساعده كثيراً في التخلص من الشعور بالذنب والإحراج من أخطائه.

حفظ حقوق الإنسان، والحد من الحروب والنزاعات والعنف، وتحقيق السلام والديمقراطية في المجتمعات المختلفة.

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15

Comments on “About التسامح والعفو”

Leave a Reply

Gravatar